عدد المساهمات : 251 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/05/2010 العمر : 39
موضوع: كأس العالم الثلاثاء يوليو 27, 2010 11:20 am
من وسط زحام الأفكار وتراكم الأحداث.. من بين أشلاء ممزقة وآلام تفتت القلب فتحيله أشلاء ومن وسط الدمار والبيوت المهدمة على رؤوس أصحابها.. وفي أمة غارقة في صقيع فكري.. تكيدها هيئات ودول وتغتالها مخططات وأيد آثمة.. وسط هذا كله أطلت علينا مباريات كأس العالم... فلله الحمد وله الشكر سبحانه...
الحمد لله .. نعم، فشبابنا أعدوا لها العدة وجهزوا لها أجهزة التلفاز وأعلنوا التفاعل الكامل معها.. عاهدوا النفس ألا يضيع منهم هدف... أن يقدموا لها الصوت و النظر و الوقت كله...
وحق لهم أن يفعلوا... فهي مباريات هامة يشارك بها أبطال يعتز ويفخر بهم شبابنا ويجعلونهم قدوة لهم.. مباريات هامة طال الانتظار لها.. يارب السماء ما أروعها من لحظة يتقاذف اللاعبون كرتهم في حمية ونشاط رهيب وينقضون بها على الهدف انقضاضا وكأنهم يريدون الفتك بها... الصراخ يعلو والأفئدة معلقة.. رباه الهدف على بعد خطوات.. لكن لا.. توقف كل شيء.. إن الحكم يصرخ أن هناك خطأ ما.. نعم فهذا إرهاب، فالأرض ليست لكم وحدكم وعليكم التعايش السلمي مع بني يهود... وإن سلبوكم أو ضربوكم أو شردوكم فحق لهم فهم أصحاب الدار أيها الإرهابيين، وفضل منهم السماح لكم بالمكث معهم... شكرا لك يا أمتي .. شكرا لك...
يا أمتي.. يا أمة الإسلام.. يا أبناء الأمة الكليمة... يا أمة ضحكت من غفلتها الأمم، مباريات نشغل بها ونقتل بها الوقت والذهن ونحرق الأعصاب وننسى الواجبات.. أنشغل عن طاعة الله بمباراة لا تغني و لاتقدم و لا تؤخر في حياة أمتنا... نجلس في خشوع العابدين أمام التلفاز والعيون مثبتة على أقدام اللاعبين... فمتى يرتفع البصر يا أمتي ليرقى إلى مصاف البشر.. أتكون مباراة وكرة و لاعبين نقدسهم ونقتدي بهم، معظمهم ليسوا من أبناء ملتنا بل هم من أعدائنا أيكون كل هذا عندنا أهم من صلاة تُؤدى.. وقرآن يُتلى.. وجماعة في المسجد تُقام.. أتنسينا المباريات قضايانا وتصرفنا عن أن نعي المرحلة التي نحن فيها.. هل هذا يُعقل يا أمتي أم هي أهم من نصرة إخوان لنا في فلسطين الجريحة.. في العراق.. في كشمير.. في الصين.. في كل أرض يذكر اسم الله فيها.
ما أكثر جراحنا... وما أعظم المؤامرات التي تحاك ضدنا.. تخلفنا عن ركب الحضارة بسنين وصرنا عالة على غيرنا.. تتقاذفنا الأمم.. ويلهو بنا أساقفة السياسة وأحبار المكر.. ساعتين مرتا.. كان الوطيس حاميا في الملعب، والكرة تتقاذفها الأقدام وتلهف لها القلوب، والأهداف تتوالى.. حمي الوطيس.. هيا سدد بعناية.. إنك هداف ماهر حقا.. الحكم سيفخر بك.. الجمهور يهتف و المدرب يكاد يجن، ارم من بعد التسديد.. الهدف أمامك واضح تماما.. ينبغي أن نفوز.. وبسرعة اللاهث لفوز ساحق من بعد التسديد يطلق.. فيقتل طفلة في عمر الزهر.. فيحرق قلب أمها.. ويفتت جبال صبر أبيها، فيحظى بكأس وتهنئات وبطاقات شكر.. وتخليدا للذكرى وضعوا أسلاكا شائكة حول المنازل المهدمة والجثث المترامية وقالوا منطقة عسكرية.. انها نفس اللحظة التي سدد فيها الهدف وسط ضحكات الفرحين ولهو اللاهين!..
هل هذا يعقل يا أمتنا ؟.. كم نظلم أمتنا بلهونا وترفنا.. كم نظلم أنفسنا ببعدنا عن ديننا الذي ارتضاه الله لنا.. أتعيد لنا المباريات أوطانا سليبة؟.. أتضمد جراحا نازفة؟.. أتكفل يتيماً؟.. أتعيل أسرة شردها الغدر واغتال معيلها فريق التحكيم.. عفوا أقصد المعتدي الغاصب.. تالله لن نسمو إلا بدعوتنا وعودتنا إلى ديننا.. عودا حميدا يا أمتي.. القرآن يناديك.. النبي الكريم يناديك.. المستضعفين يستصرخون ويستنجدون.. ألا فلنترك العبث ولنقم لله قانتين ساعة... فلنجعل الهموم هما واحدا لا ثاني له.. طاعة ربنا وعزة ديننا وأمتنا.. فلنمسح دمعة ثكلى ورأس يتيم.. ولنطلب الموت توهب لنا الحياة.
فهل ممن يلبي النداء... العود أحمد فهل من عائد... المهاجر من هجر ما نهى الله عنه فهل من مهاجر.. اللهم استخدمنا فيما يرضيك وحل بيننا وبين معاصيك واجعلنا من المتحابين فيك.. اجمع شملنا.. وهيئنا لنصر على بني يهود ومن شابههم وساعدهم.. انصرنا بالإسلام وانصر الإسلام بنا.. يا نعم المولى ويا نعم النصير.