عدد المساهمات : 251 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 19/05/2010 العمر : 39
موضوع: الرفق فى حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخميس نوفمبر 25, 2010 9:24 pm
أولاً: الرفق بالمتعلمين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَقَامُوا إِلَيْهِ ( ليضربوه )، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "لَا تُزْرِمُوهُ !" ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ [1] .
ثانياً: الرفق بالسفهاء عن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: دَخَلَ رَهْطٌ مِنْ الْيَهُودِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ . فَقَالُوا: السَّامُ [2] عَلَيْكُمْ . قَالَتْ عَائِشَةُ: فَفَهِمْتُهَا. فَقُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ السَّامُ وَاللَّعْنَةُ . فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ : " مَهْلًا يَا عَائِشَةُ ! ! إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الرِّفْقَ فِي الْأَمْرِ كُلِّهِ". فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَلَمْ تَسْمَعْ مَا قَالُوا ؟ فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "قَدْ قُلْتُ : وَعَلَيْكُمْ" [3] .. وهذا وهو خلق رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ دومًا إذا سابه أحد أو شاتمه..
سادسًا: الرفق بالحيوانات نهى النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ عن تعذيب الحيوانات والطيور وكل شيء فيه روح، فقد مَرَّ أنس بن مالك فَرَأَى غِلْمَانًا أَوْ فِتْيَانًا نصبوا أمامهم دجاجة، وجعلوها هدفًا لهم، وأخذوا يرمونها بالحجارة فَقَالَ أَنَسٌ: " نَهَى النَّبِيُّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ أَنْ تُصْبَرَ الْبَهَائِمُ." [7] أي تحبس أوتعذب أوتقيد أوترمي حتى الموت. وعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَغُلَامٌ مِنْ بَنِي يَحْيَى؛ رَابِطٌ دَجَاجَةً يَرْمِيهَا، فَمَشَى إِلَيْهَا ابْنُ عُمَرَ حَتَّى حَلَّهَا ثُمَّ أَقْبَلَ بِهَا وَبِالْغُلَامِ مَعَهُ فَقَالَ: ازْجُرُوا غُلَامَكُمْ عَنْ أَنْ يَصْبِرَ هَذَا الطَّيْرَ لِلْقَتْلِ فَإِنِّي سَمِعْتُ النَّبِيَّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ نَهَى أَنْ تُصْبَرَ بَهِيمَةٌ أَوْ غَيْرُهَا لِلْقَتْلِ." [8] . وقال" إنَّ النَّبِيَّ ~ صلى الله عليه و سلم ~ لَعَنَ مَنْ فَعَلَ هَذَا" [9] .
وقال : " إن رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ لعن من اتخذ شيئًا فيه الروح غرضًا .." [10] أي :هدفًا يُتدرب عليه ونحو ذلك . و عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ~ صلى الله عليه و سلم ~ يَقُولُ: " لَعَنَ اللَّهُ مَنْ مَثَّلَ بِالْحَيَوَانِ" [11] . وفيه دلالة على حرمة إيذاء الحيوان حيًا أو ميتًا، ألإ لضرورة أو منفعة . وقد بين النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ أن الله سبحانه قد غفر لرجل؛ لأنه سقى كلبًا كاد يموت من العطش . فبّين " أن رجلاً رأى كلبًا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له به حتى أرواه فشكر الله له، فأدخله الجنة ." [12] . بينما دخلت امرأة النار؛ لأنها حبست قطة، فلم تطعمها ولم تَسْقِهَا حتى ماتت ! فقال : " عُذبت امرأة في هرة، حبستها حتى ماتت جوعًا، فدخلت فيها النار " [13] . ومن الرفق بالحيوان ذبحه بسكين حاد حتى لا يتعذب، يقول النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ [أي: في الحروب والمعارك]، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ.وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ [السكينة التي يذبح بها الطير ونحوه]وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ" [14] . ويروي عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: جاء بعير يشتد حتى سجد لرسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ ، ثم قام بين يديه، فذرفت عيناه، فقال رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "من صاحب هذا البعير؟" قالوا: فلان. فقال "ادعوه، فأتوا به"، فقال له رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ "يشكوك" فقال: يا رسول الله، هذا البعير كنا نسنو [15] عليه منذ عشرين سنة، ثم أردنا نحره. فقال رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ : "شكا ذلك، بئسما جازيتموه، استعملتموه عشرين سنة حتى إذا أرق عظمه، ورق جلده أردتم نحره بعينه" قال: بل هو لك يا رسول الله. فأمر به رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ فوجه نحو الظهر، أي الإبل [16] . و عن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه قال كنا مع رسول الله ~ صلى الله عليه و سلم ~ في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حمرة معها فرخان فأخذنا فرخيها فجاءت الحمرة فجعلت تفرش ، فجاء النبي ~ صلى الله عليه و سلم ~ فقال: " من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها ! " ورأى قرية نمل قد حرقناها فقال : "من حرق هذه ؟ " قلنا: نحن .. قال : "إنه لا ينبغي أن يعذب بالنار إلا رب النار" [17] .
[1] صحيح- رواه البخاري، برقم 5566 [2] السام : يعني الموت، والسام عليكم : يعني الموت لكم . [3] صحيح- رواه البخاري، باب الرفق في الأمر كله، رقم 5565 [4] صحيح - رواه أحمد - (21185) وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وعزاه إلى الطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح 1/129، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، برقم 370 . [5] صحيح – رواه مسلم - كتاب الجهاد، باب فضيلة الإمام العادل، وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم، برقم (3407) [6] صحيح - رواه ابن ماجه (2052) أحمد(15825) ، وأبو داود (1892) ، والترمذي( 1121)، ،وصححه الألباني في الإرواء ( 2091 ) ، صحيح أبي داود ( 1917 ) وصحيح وضعيف سنن ابن ماجة - (2062) وغير ذلك من الكتب التي حققها . [7] صحيح – رواه البخاري، برقم 5089 [8] صحيح – رواه البخاري، برقم 5090 [9] صحيح – رواه البخاري، رقم 5091 [10] صحيح – رواه مسلم، باب النهي عن صبر البهائم، برقم 3617 [11] سنن النسائي 4366، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن النسائي. [12] صحيح – رواه البخاري (1 /75 )، باب الماء الذي يغسل به شعر الإنسان، برقم 171 [13] صحيح – رواه البخاري ( 2 / 834 )، حديث رقم 2236، وأخرجه مسلم في السلام، باب تحريم قتل الهرة . وفي البر والصلة والآداب باب تحريم تعذيب الهرة ونحوها، رقم 2242 [14] صحيح – رواه مسلم، عن شَدَّاد بْنِ أَوْس، بَاب الْأَمْرِ بِإِحْسَانِ الذَّبْحِ وَالْقَتْلِ وَتَحْدِيدِ الشَّفْرَةِ ، رقم 3615 [15] أي نستقي [16]حسن – رواه الطبراني في الأوسط (11245) ، والهيثمي : مجمع الزوائد (14166) 9/9؛ السيوطي : الخصائص الكبرى 2/95 ، ورى أحمد بمثله عن عائشة بإسناد جيد . وقال الهيثمي : ورواه البزار بنحوه وفي إسناد الأوسط زمعة بن صالح وقد وثق على ضعفه وبقية رجاله حديثهم حسن وأسانيد الطريقين ضعيفة [17] سنن أبي داود (2675 )، وصححه الألباني في صحيح وضعيف سنن أبي داود